تقدم أن فرضيَّة علم التجويد ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما ورد في هذا الشأن من الأدلة قول الله تبارك وتعالى: {وَرَتِّلِ ?لْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}.
والترتيل هو أحد مراتب القراءة الثلاث التي يجب على القارىء معرفتها وهي كما يلي:
الترتيل، والحدر، والتدوير.
أما الترتيل: فهو القراءة بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني ومراعاة أحكام التجويد من إعطاء الحروف حقها من الصفات والمخارج ومد الممدود وقصر المقصور وترقيق المرقَّق وتفخيم المفخَّم مما يتفق وقواعد التجويد وهو أفضل المراتب الثلاث فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال جل شأنه: {وَرَتِّلِ ?لْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}.
وأما لحدر: بسكون الدال، فهو الإسراع في القراءة مع المحافظة على قواعد التجويد ومراعاتها بدقة وليحترز القارىء حينئذ من بتر حروف المد وذهاب صوت الغنة واختلاس أكثر الحركات ومن التفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة ولا توصف بها التلاوة.
وأما التدوير: فهو القراءة بحالة متوسطة بين مرتبتي الترتيبل والحدر مع المحافظة على قواعد التجويد ومراعاتها كذلك.
والمراتب الثلاث في الأفضلية على النحو التالي الترتيل فالتدوير فالحدر آخرها وقد نظم هذه المراتب صاحب تذكرة القراء فقال:
*الحدْرُ والترتيل والتدوير * والأوسط الأتم فالأخير*
والله تعالى أعلم.