الأميركيون لا يستسيغون فكرة التعادل في كرة القدم في الوقت الذي يجب ان تنتهي مباريات البيسبول بفائز.
جاءت أنباء شراء الملياردير الأمريكي ورجل الأعمال وصاحب فريق لكرة القدم الأمريكية مالكوم جلازر لنادي مانشستر يونايتد الانجليزي العريق بمبلغ 1.47 مليار دولار بمثابة الصدمة للإنجليز من أنصار ومحبي النادي العريق، كذلك أنصار الأندية الأخرى على حدا سواء وطرح السؤال كيف يمكن لرجل أعمال أمريكي لا يفقه شيئا في كرة القدم أن يشتري
وعلى الجانب الأخر من الأطلنطي، مانشستر يونايتد. تعجب الأمريكيون من شراء رجل أعمال أمريكي ناجح جدا لفريق كرة قدم إنجليزي لا يحقق أرباحا مالية كبيرة؟ ومثل الأمر أكثر من مجرد شعور بالإذلال لجماهير النادي الانجليزي.
وقد عالج هذا القضية كتاب اميركي صدر مؤخرا وتناول تاريخ رياضة البيسبول وكرة القدم في بلاد العام اسم.
ورغم صعود الولايات المتحدة إلى نهائيات كأس العالم سبع مرات، ووصولها إلى دور الثمانية في كأس العالم الأخيرة 2002 بكوريا واليابان، إلا أن كرة القدم في الولايات المتحدة لا تتمتع بنفس ما تتمتع به رياضيات أخرى مثل كرة السلة وكرة القدم الأمريكية أو البيسبول.
والبيسبول رياضة يلعبها الأمريكيون منذ 200 عام بصورة غير منظمة، ومنذ 1876 بصورة شبه منظمة، وهي اللعبة التي تحظى بالشعبية الأكبر في الولايات المتحدة، وفي كل عام، يقوم أكثر من 100 مليون أمريكي بحضور مباريات دوري البيسبول الأمريكي.
ويقول الكتاب ان اسباب انتشار رياضة البيسبول وتفوقها على كرة القدم فيما يتعلق بالجماهيرية يعود إلى أنه في الوقت الذي تدر فيه رياضة البيسبول عائدات مالية كبيرة جدا لصالح الأندية واللاعبين، فإن رياضة كرة القدم وأنديتها لا تحقق أي أرباح مالية تذكر. وهذا شيء لا يمكن فهمه أو قبوله أمريكيا.
بداية واحدة ...طرق مختلفة
ويوضح الكتاب أن ظاهرة الحب الجامع لكرة القدم في مختلف دول العالم يقابله غرام وإدمان أمريكي لرياضة البيسبول.
وإذا كانت كرة القدم هي رياضة عالمية خالصة من حيث درجات الجنون بها، ولعبها، وحبها، فإن رياضة البيسبول هي أمريكية خالصة "رغم ممارستها في عدد قليل من الدول القريبة منها".
ولعبتي البيسبول وكرة القدم تطورتا تاريخيا في نفس الوقت "نهايات القرن التاسع عشر" إلا أن تطورهما اخذ اتجاهات متناقضة. ومرجع هذا الاختلاف الأساسي هو خوف البريطانيين من خلط الرياضة بالأموال، بينما سعى مالكو أندية البيسبول للربح والاحتكار منذ البداية.
وينطلق الكتاب ليوصف كرة القدم بأنها رياضة أكثر الأشياء في العالم من حيث المنافسة الشريفة والعادلة، أحد عشر لاعبا مقابل أحد عشر لاعبا. ومن خلال تنظيم فرق كرة القدم من خلال أندية في عدة مستويات رأسية بما يجعل التنافس شديدا من اجل الصعود لأعلي وليس السقوط للمستوي الأدنى "مثل وجود دوري الدرجة الأولي ودوري الدرجات الأدنى".
وأي فريق يواصل انتصاراته، يستطيع أن يحلق عاليا باللعب علي المستوي القومي، وقد يمثل الدولة في البطولات القارية إذا فاز بهذا المستوى.
والدوري في كل دول العالم مفتوح، بمعنى دخول فرق وخروج أخري كل عام حسب معدلات الفوز والهزيمة والترتيب في الجداول.
دوريان فقط ونهائي العالم الأمريكي
أما في البيسبول فالموضوع مختلف تماما، فهناك 30 فريق فقط يحتكرون اللعب في الدوري الأمريكي المقسم إلى قسمين، الدوري القومي National League والدوري الأمريكي American League وهو دوري مغلق، لا دخول ولا خروج لفرق كل عام كما في حالة مسابقات كرة القدم.
ولا يوجد الخوف من السقوط للمستوى الأدنى إذا وقعت في آخر القائمة في نهاية الموسم.
والفرق الخاسرة مثلها مثل الفرق الفائزة تحقق الكثير من الأرباح، وتدفع الفرق الغنية ملايين الدولارات للفرق الأفقر طبقا لقواعد تنظيم رياضة البيسبول.
وقام بتطوير اللعبة وإداراتها منذ البداية رجال بعقول رجال أعمال. وغالبا ما يطلب من دافعي الضرائب المشاركة في دعم بناء ملاعب لأندية البيسبول، وأحيانا تهدد هيئة إدارة رياضة البيسبول مدينة ما أو ولاية ما بنقل الفريق إلى مدينة أولاية أخرى إذا لم يتلق الفريق الدعم اللازم.
وحدث ذلك العام الماضي عندما تقرر نقل فريق البيسبول من مدينة مونتريال إلى إحدى المدن الأمريكية، وتنافست عدة مدن من أجل نيل هذا الشرف من خلال تقديمها عدة عروض مغرية لضمان فوزها.
وفي الفترة بين 1989 و2001 تم بناء 16 إستادا للعبة البيسبول، وبلغت تكلفتها 4.9 بليون دولار، منها 66.7% تم تغطيتها عن طريق دعم مؤسسات حكومية محلية.
ويدير اللعبة في الولايات المتحدة رابطة تسمي متخصصة في حين أن كرة القدم هي اللعبة الأهم عالميا، إلا أن البيسبول الأمريكي له نهائي عالمي.